وقال في خطبة الجمعة اليوم في الصحن الحسيني بكربلاء :" قال تعالى /ولقد كرمنا بني آدم..../ ، وهذا يعني ان احترام الناس مسألة تحضّر نادى بها القرآن الكريم قبل 14 قرناً ونادى بها أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن البعض اليوم لايفقه شيئا ومؤسساته عاجزة وبائسة ولا أدري من أوصله الى ما هو عليه، فهؤلاء يبخلون حتى بالسلام وبالكلام الطيب ". 

وضرب الصافي أمثلة في التعامل السلبي من قبل بعض الموظفين تجاه المتقاعدين والتكلم معهم بطريقة استعلائية وكأنه يتعمد إذلالهم وإهانتهم، مبينا :" ان الموظف الذي يتعامل بهذا الأسلوب مع المتقاعدين سيكون في الغد القريب متقاعداً " ، متسائلا :" من المسؤول عن هذه الحالات وكيف يرى طريقة التعامل معهم وعدم احترامهم وأحيانا اذلالهم واهانتهم؟ ". 

وأضاف :" نرى البعض أحيانا بمجرد انه مسؤول لديه منصب على الناس ان تكون عبيدا له، فما هذه الافكار وما هذه الرؤية؟ ". 

وضرب مثالاً آخر، قائلا :" في أحد المطارات وعلى متن الخطوط الجوية العراقية، كانت البطاقة تشير الى أن موعد الرحلة في الساعة 11 و 59 دقيقة، ويجب ان تاتي قبل ساعتين من موعد الاقلاع، وعندما تأتي ترى على الشاشة ان موعد الاقلاع في الساعة الثالثة، ولدى سؤال المعنيين قالوا نحن نتعمد ان نكتب شيئا بخلاف الواقع، فإذا كتبنا ان موعد الاقلاع في الثالثة فإن الناس ستتوهم وتعتقد انه في اليوم القادم، ونحن نكتب ذلك خوفا من ان يتوهم البعض، وبالتالي فإن البعض سيبقون في المطار 6 ساعات حرصا على ان لايتوهموا، أقول لماذا هذه الاستهانة بالناس؟ لم اجد الى الان جوابا الا شيء واحد، هو أن المسؤول عن اي ملف لاتوجد في قلبه رحمة تجاه الاخرين ولايهتم بهؤلاء الناس وبمشاعرهم ". 

وتساءل الصافي :" ما الذي اوصلنا الى هذا؟ فالشعب العراقي معروف بالشيم والكرامة والهمة والنخوة؟ فما الذي أوصلنا الى هذه الاشياء بدأت تنخر في مجتمعنا؟ فاليوم قد نجد شابا عمره 16 عاما في جبهات القتال يعطي زهرة شبابه لشعبه، وهناك انسان آخر لايحترم بلده، فللأسف هناك فقدان اللياقة والاحترام في التعامل، وعلى المسؤولين عن هذه الملفات ان يبادروا بالمتابعة اذا ارادوا الحسنى

دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد أحمد الصافي الى تعزيز ثقافة احترام الناس سواء في مؤسسات الدولة أو خارجها،